TY - JOUR AU - السعيدي, أ.د. قاسم محمد كامل PY - 2021/06/20 Y2 - 2024/03/29 TI - أبو الغوث الأعرابي ومروياته اللغوية JF - Thi Qar Arts Journal JA - TQARTJ VL - 2 IS - 35 SE - Articles DO - 10.32792/tqartj.v2i35.189 UR - https://jart.utq.edu.iq/index.php/main/article/view/189 SP - 1-24 AB - <p style="text-align: right;">بدأت الرواية اللغوية منذ عصر متقدم ، بعد أن وجد العلماء حاجة ملحّة تدفعهم دفعا ، وتدعوهم إلى جمع اللغة العربيّة خدمة للقرآن الكريم ، وحفاظا على اللغة التي نزل بها ، فطافوا البوادي في قلب الجزيرة العربية ، حرصا منهم على مشافهة الأعراب ، والأخذ عنهم ، وكان هذا ديدن الطبقات الأوَل من اللغويين في القرنين الثاني والثالث الهجريّين وشطرا كبيرا من القرن الرابع ، قلّما نستثني منهم أحدا ، فضلا عن أخذهم عن طبقة من الرواة المتخصصين الذين قدِموا إلى الحاضرة ، وأقاموا فيها ، متّخذين من الرواية اللغوية مصدرا من مصادر رزقهم في القرنين الثاني والثالث ، ثم ما لبث الأمر بالتراجع تدريجيا في أواخر القرن الثالث ، وبدايات القرن الرابع الهجري ، إذ انحسر الاهتمام بالأعراب ممّن قدم إلى الحاضرة، ولم يطمئن اللغويون إلى لغتهم كثيرا ، فلا نجدهم يستشهدون بها ، فإن ذكروها فللاستئناس بها في بيان معرفة العربي لغته ، وأنها ليست حدسا ولا ترجيما ، كما فعل ابن جني مع أحد الأعراب وهو أبو عبدالله محمد بن العساف العقيلي الجوثيّ التميميّ ، قال : من تميم جوثة ، وفصيحا آخر من آل المُهَيّا<sup>(١)</sup>.</p><p style="text-align: right;">وفي الوقت نفسه أخذت الرحلة إلى البادية تخف إلاّ قليلا ، وإن كانت لغة البادية قد حافظت على كثير من صفائها طيلة القرن الرابع الهجري ، وهو ما نجده فيما رواه الأزهري (٢٨٨ـ ٣٧٠ه) عن أهلها بعد أن أُسر في أوائل القرن الرابع الهجري ، أسره القرامطة ، فقيّضت له الظروف من دون قصد أن يلتقي بالأعراب في مواطن سكناهم ، وقد وصف قصّة أسره ،&nbsp; والأعراب الذين وقع في سهمهم ، وما أفاده منهم في معجمه بقوله : ( وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربا عامتهم من هوازن ، واختلط بهم أصرام&nbsp; من تميم وأسد بالهبير ، نشأوا في البادية يتتبعون مساقط الغيث ... ويتكلمون بطباعهم البدوية ، وقرائحهم&nbsp; التي اعتادوها ، ولا يكاد يقع في منطقهم لحن أو خطأ فاحش ... واستفدت من مخاطباتهم ، ومحاورة بعضهم بعضا ألفاظا جمة ونوادر كثيرة ، أوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب )<sup>(٢)</sup> ، ومثله الجوهري (ـ٣٩٣ه) ، فقد أشار&nbsp; في مقدمة الصحاح إلى أنه طوّف في ديار ربيعة ومضر لجمع اللغة ، و(تحصيلها بالعراق رواية ، وإتقانها دراية ( قال ) : ومشافهتي بها العرب العاربة في ديارهم بالبادية)<sup>(٣)</sup> ، ممّا يشير إلى أنه جالس الأعراب وشافههم في ديارهم ، وقد أشار إلى ذلك في طيات كتابه<sup>(٤)</sup> ، وكان من بين هؤلاء الأعراب أعرابيّ ، ذكره بكنيته ، وهو أبو الغوث الأعرابي ، مما جعلنا نخصص له دراسة خاصة ، تتضمن طرفا ممّا توافر لنا فيما يخص حياته ومروياته لأنه يمثّل ظاهرة فريدة بعد منتصف القرن الرابع الهجريّ ، بوصفه من أواخر الأعراب الذين أخذت عنهم اللغة إن لم يكن آخرهم فعلا ، وقد انفرد الجوهريّ في السماع عنه في الصحاح دون كلّ أحد.</p> ER -