المناويل الحجاجية في عهد الامام علي بن ابي طالب (ع) الى مالك الاشتر دراسة تحليلية
DOI:
https://doi.org/10.32792/tqartj.v1i32..98Abstract
استعانت العقلية العربية والاسلامية في بناء خطاباتها وانتاج معارفها بوسائل واليات لإيصالها الى جمهور المتلقين بطريقة تكفل استيعاب مضامينها ودلالاتها، حيث تعمل هذه الاليات على توليد المعرفة وانتاجها، ولمَّا كانت اللغة هي وسيلة التواصل المثلى بين البشر، فإن الحجاج هو شكل من أشكال هذا التواصل وحالة من حالاته التي يسعى فيها المتكلم الى التأثير على السامع بجلب انتباهه اولا واقناعه وكسب تأييده ثانيا أو إقحامه وغلبته ثالثا. ونزولا عند هذا الفهم، فإن النص الحجاجي يسعى الى الإقناع ويقدم البراهين والادلة التي تجيز تفاضل الأفكار والمواقف والآراء في سبيل الغلبة والتفوق، ولمَّا كان الحجاج فاعلية خطابية تستهدف الافهام والاقناع والتأثير , فإن نص عهد الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) الى مالك الاشتر جسد ابهى صورة للخطاب الطبيعي بحسب معطيات الشكل والمضمون والالفاظ والتراكيب التي جسدها , فقد تعددت مظاهر الاقناع في نص عهد, فهو مبني على اساس اللغة الطبيعية التي انمازت بالثراء الدلالي , ولذلك جاز لنا ان نصف هذا العهد بأنه خطاب حجاجي بامتياز , لكونه انبنى على العناصر الاولية للحجاج في التبل والتدليل والاقناع , واساليب تعبيرية مخصوصة اتخذت شكل الوصايا وهدفت الى احداث الاقناع والتأثير في القضايا المعروضة والانتقال بها من الاقوال الى الافعال والمطالب وانزالها منزلة الوقائع , فيقدم الحجج بصور متنوعة واساليب مختلفة تستوعب القضايا المطروحة تأكيدا او امرا او نهيا او ترغيبا , ولبيان الدور الحجاجي في بناء النصوص والخطابات كانت لنا هذه الوقفة الفاحصة والمدققة لكيفية اشتغال هذه الالية الانتاجية في نص ينماز بالثراء المعرفي والقيمي والبلاغي ويعد انموذجا راقيا لمستوى الكتابة في القرن الاول الهجري . فالناظر في نصوص نهج البلاغة ولاسيما نص الدراسة يجد نفسه امام نصوص تحمل معارف مختلفة ومضامين متنوعة لا يمكن استيعابها الا في ضوء العلم بالوسائل والكيفيات التي تدخل في بنائها , اي الاليات الانتاجية التي تعمل على توليد وانتاج المعرفة. حيث يعد الاستدلال الحجاجي والمناويل الحجاجية شبه المنطقية من اهم الاليات العقلية التي يستند اليها هذا العهد في انتاج المعرفة ونقلها . وعلى اساس ما تقدم جاء عنوان بحثنا (المناويل الحجاجية في عهد الامام علي (ع) الى مالك الاشتر) لنستنطق من خلاله النص في ضوء مباني الحجاج والاستدلال الحجاجي حيث تخدم مقدماته نتائجه , ونتائجه مقدماته عبر مناويل حجاجية متنوعة توزعت بين الاستدلالات والاقيسة الخطابية والتقنيات شبه المنطقية , وذلك لأنه خطاب لا يتم فيه سرد احداث , ولا عرض مواقف واراء , بل هو خطابا تعليميا يستند الى الادلة والحجج لإثبات قضاياها ونقلها الى المتلقي للتأثير فيه . ولذلك خصصت هذه الدراسة للبحث في كيفية اشتغال هذه المناويل الحجاجية في بناء النصوص وانتاج الخطابات في التراث الفكري العربي والاسلامي بشكل عام ونص الدراسة بشكل خاص . ولكي يتميز البحث بالدقة , ويكون اكثر تنظيما للوصول الى النتائج السليمة اعتمدنا في ذلك المنهج التحليلي اضافة الى المنهج التداولي بوصفهما مناسبين لمثل هذ الدراسة .Downloads
Download data is not yet available.
Additional Files
Published
2020-11-19
Issue
Section
Articles
License
Copyright (c) 2020 د. رائد مجيد جبار
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.
The journal applies the license of CC BY (a Creative Commons Attribution International license). This license allows authors to keep ownership of the copyright of their papers. But this license permits any user to download, print out, extract, reuse, archive, and distribute the article, so long as appropriate credit is given to the authors and the source of the work. The license ensures that the article will be available as widely as possible and that the article can be included in any scientific archive.
How to Cite
“المناويل الحجاجية في عهد الامام علي بن ابي طالب (ع) الى مالك الاشتر دراسة تحليلية”. 2020. Thi Qar Arts Journal 1 (32.): 325-61. https://doi.org/10.32792/tqartj.v1i32. 98.