العولمة و الهيراراكية (قراءة فكرية: في العلاقة العمودية بين " المركز " الرأسمالي " و " الأطراف " النامية)

الملخص

ما زالت العولمة تطرح أسئلتها وتحدياتها بحدة على العالم , وبالتحديد على المجتمعات و الدول التي ليست في عداد قواها , والتي تجد نفسها ضعيفة الممانعة لأحكامها القهرية , مثل مجتمعات الدول النامية , فالثابت حتى الآن ان العولمة تكرس انتصار المجتمعات الرأسمالية  الغربية في المنافسة الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياسية والاعلامية . وتفتح أمامها مجدداً فرصاً أوفر لمزيد من إحراز النجاحات على صعيد تعظيم الثروة والتفوق واحتكارهما , مثلما تكرس دونية المجتمعات النامية وضعيفة النمو في هيكل توزيع القوة على النطاق العالمي , وتعيد إنتاج شروط المزيد من تهميشها , وتقود أحكام هذا الواقع إلى ما يمكن تسميته بهراراكية دولية ، أي حالة غير متكافئة وغير عادلة على صعيد العلاقات الدولية بين الدول الكبرى والدول النامية .إزاء هذا الواقع  انبرى العديد من المفكرين والباحثين على اختلاف جنسياتهم ومشاربهم الفكرية إلى دحض وتفنيد تلك الصورة الوردية التي رسمها انصار العولمة   والتي تأطرت بمقولة , ان الحل الوحيد للدول النامية اذا ما أرادت التقدم والازدهار والرفاهية لشعوبها هو الاندماج واللحاق بركب العولمة بأسرع ما يمكن للاستفادة من خيراتها ومحاسنها العديدة .لذلك فان هذه الدراسة انطلقت من فرضية مفادها ( ان العولمة بوصفها ظاهرة رأسمالية غربية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية تنطوي على أبعاد مختلفة اقتصادية وسياسية وثقافية , تهدف إلى اختراق بنية الدول النامية ( الأطراف ) , وذلك بغية تعميق تبعيتها لصالح دول المركز الرأسمالي لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية) ولإثبات هذه الفرضية  فإننا قسمنا  هذه الدراسة إلى أربعة مباحث :المبحث الأول : تناولنا فيه ( ماهية العولمة وهويتها الاشتغالية ) , اما المبحث الثاني فجاء  حول ( العولمة والعلاقات الهيراراكية في المجال الاقتصادي ) , اما المبحث الثالث فخصص للبحث حول ( العولمة والعلاقات الهيراراكية في المجال السياسي , وجاء المبحث الأخر ليعالج مسالة  ( العولمة والعلاقات الهيراكية  في المجال الثقافي  ) .