الإشاريات التداولية في كلام الإمام الحسن (عليه السلام)

المؤلفون

  • أ.م.د أحمد حسين عبد السادة جامعة المثنى ـ كلية التربية للعلوم الإنسانية

DOI:

https://doi.org/10.32792/tqartj.v2i35.191

الملخص

يعنى هذا البحث برصد الإشاريات في كلام الإمام الحسن (عليه السلام) والوقوف عند دلالاتها للكشف عن المعنى الذي يريده الإمام وبناء على ذلك فالبحث في الإشاريات لا يقتصر على تشخيصها داخل الخطاب، وإبرازها على سبيل الإحصاء، وإنما إظهار المعاني التي تؤديها أو المرجعيات التي تحيل إليها، ومن دون الوقوف على هذه المعاني نفرغ التداولية من محتواها؛ لأنه من اليسير جدا على أي باحث - وإن لم يكن متخصصا - التدليل على هذه الإشاريات وإظهارها وتعدادها؛ ولكن القيمة الحقيقة تكمن في إظهار المعنى الذي يريده المتكلم منها، والغرض الذي من أجله استعملها، فكلام الإمام الحسن (عليه السلام) جمع العناصر الإشارية، إشاريات: الضمير، والمكان، والزمان، التي يعبر عنها بمصطلح (الأنا، والهنا، والآن)

      تعنى التداولية – بواحدة من مهامها - بدراسة المعنى الذي يوصله المتكلم أو الكاتب ويفسره المستمع أو القارئ؛ لذا فهي ترتبط بتحليل ما يعنيه الناس بألفاظهم أكثر من ارتباطها بما تعنيه كلمات أو عبارات هذه الألفاظ منفصلة، فهي تسعى لدراسة اللغة في الاستعمال، لذا تتطلب سياق محدد (مادي اجتماعي لغوي) وتراعي كل ما يحيط بالمتكلم والمخاطب ومكان التخاطب وزمانه، والحاضرين أثناء الخطاب، وعلاقة المتكلم بالمخاطب والمستوى الثقافي لهما، والإشاريات أحد فروعها وتمثل الدرجة الأولى في التحليل التداولي، وهي تعني الإشارة باستخدام اللغة، ويطلق عليها أيضا التعبيرات التأشيرية[i]، أو العناصر الإشارية أو الإشاريات اختصارا[ii] وهي تتناول جانبا من جوانب لغة النص فهي علامات لغوية لا يتحدد مرجعها إلا في سياق الخطاب التداولي؛ لأنها خالية من أي معنى في ذاتها؛ ولذا تسمى بالمبهمات "ويكمن إبهامها كونها لا تدل على غائب عن الذاكرة أو عن النظر الحسي، فالتلفظ بها يجب أن يكون في سياق يحضر فيه أطراف الخطاب حضورا عينيا، أو حضورا ذهنيا، من أجل إدراك مرجعها"[iii] وتشترك الإشاريات في قضية واحدة، وهي أن معناها لا يتحدد إلا عند الاستعمال، انطلاقا من نقطة ارتكاز يجسدها إلقاء القول؛ لأنها حسب قول ميلنر: تفتقر إلى الاستقلال الإحالي؛ كونها لا تستطيع بمفردها تعيين مرجعها[iv] وبالرغم من ارتباط الإشاريات بالمرجع الذي تحيل إليه في الخطاب المتلفظ به، لكن هذا المرجع يتصف بعدم الثبات؛ لأنه يتغير تبعا للسياق الذي ترد فيه[v]، وبناء على ذلك فالبحث في الإشاريات لا يقتصر على تشخيصها داخل الخطاب، وإبرازها على سبيل الإحصاء، وإنما إظهار المعاني التي تؤديها أو المرجعيات التي تحيل إليها، ومن دون الوقوف على هذه المعاني نفرغ التداولية من محتواها؛ لأنه من اليسير جدا على أي باحث - وإن لم يكن متخصصا - التدليل على هذه الإشاريات وإظهارها وتعدادها؛ ولكن القيمة الحقيقة تكمن في إظهار المعنى الذي يريده المتكلم منها، والغرض الذي من أجله استعملها، والإشاريات تستعمل بشكل كبير في التفاعل المنطوق وجها لوجه[vi]، بحيث يكون معرفة المرجع الذي يحيل إليه لفظ (هذا) في محاورة جرت بين الإمام الحسن (عليه السلام)، وبين ابن الزبير، فقال ابن الزبير: ( اعذرنا يا أبا محمد فإنما حملني على محاورتك هذا )[vii] يسيرا جدا على الحاضرين، ولكن الغائب قد يحتاج إلى ترجمة لفهمه، الأمر الذي دفع ناقل الخطبة أن يضيف قوله:( وأشار إلى معاوية) فهذه العبارة دخيلة على النص، ولكن لا مناص منها لتوضح المرجع الذي يحيل إليه لفظ (هذا) لدى السامع أو القارئ، فالتعبيرات الإشارية من وجهة نظر لفنسون "تذكير دائم للباحثين النظريين في علم اللغة بأن اللغات الطبيعية وضعت أساسا للتواصل المباشر بين الناس وجها لوجه، وتظهر أهميتها البالغة حين يغيب عنا ما تشير إليه فيسود الغموض ويستغلق الفهم"[viii] مع الأخذ بالنظر أن هذه التعابير تراعي القرب من المتكلم والبعد عنه، ولم يتفق الباحثون على أنواع هذه الإشاريات إذ ذهب بعضهم إلى خمسة أنواع، هي: الإشاريات الشخصية، والإشاريات الزمانية، والإشاريات المكانية، والإشاريات الاجتماعية، والإشاريات الخطابية، في حين اقتصر بعضهم على الثلاثة الأولى فقط. فالخطاب يجمع على الأقل ثلاث إشاريات: الضمير، والمكان، والزمان، يعبر عنها بمصطلح (الأنا، والهنا، والآن)[ix]، فإننا "إذا أردنا أن نفهم مدلول هذه الوحدات إذا وردت في مقطع خطابي استوجب منا ذلك – على الأقل – معرفة هوية المتكلم، والإطار الزماني والمكاني للحدث اللغوي"[x] ..

التنزيلات

تنزيل البيانات ليس متاحًا بعد.

الملفات الإضافية

منشور

2021-06-20

كيفية الاقتباس

"الإشاريات التداولية في كلام الإمام الحسن (عليه السلام)". 2021. مجلة اداب ذي قار 2 (35): 61-88. https://doi.org/10.32792/tqartj.v2i35.191.