القصيدة الصورة في شعر سركون بولص ديوان ( عظمة اخرى لكلب القبيلة )اختيارا

الملخص

تستهدف هذه الدراسة تناول مفهوم القصيدة الصورة عند الشاعر العراقي سركون بولص في ديوانه (عظمة اخرى لكلب القبيلة) وهو من ابرز شعراء جيل الحداثة ، وشعراء(جماعة كركوك الادبية ) التي تشكلت في ستينيات القرن الماضي،فقد كان الشعر لديهم وعلى رأسهم شاعرنا خاضع لخصوصية تاريخية يجعله ينفرد بالتعبير عن تجربة حياتية اجتماعية وسياسية وفكرية جارية ويعد ملمح القصيدة الصورة من ابرز الملامح الشعرية لديهم  ، وفي ديوانه هذا نرى الشاعر مشغولا كثيرا بالفكرة، وهذا مايفسر لجؤه الى الصورة حيث تقع اعيننا في كل سطرشعري على صورة مكثفة وكأن الشاعر يفكر صوريا ،مؤمنا بأن الشعر يجب ان يطابق الحياة وان يكون للكلمات اطراف واصابع وحواس ،وهو مايعكس بدوره ايضا منافذ الشعر المتعددة في الانفتاح على عوالم الفنون التشكيلية محاكاة وتأثر لتمثل تقنياتها صوريا وذهنيا بوساطة اللغة ،   فالصورة هي الملمح الذي يتميز به شاعر عن اخر ، وهي ميدان ابراز مقدرته وموهبته الشعرية ذلك ان قوة الشعرتتمثل في الإيحاء عن طريق الصورة الشعرية لا في التصريح بالأفكار المجردة  ولا المبالغة في وصفها تلك التي تجعل المشاعر والأحاسيس أقرب الى التعميم والتجريد منها الى التصوير والتخصيص، ومن ثم كانت للصورة اهمية خاصة ، فالتعبير بالصورة يجعل الشعر اكثر تجاوزا للظواهر ومواجهة للحقيقة الباطنة ، وقد وقف الشعراء والنقاد والحداثيون الى جانب بناء الشعر صوريا معتبرين ان وحدة التعبير الشعري انما هي الصورة كموقف رافض للبنية الشعرية التقليدية ،وقد ساعدهم في ذلك تأثرهم بالشعر الغربي المعاصر الغني بالصورة وإن ظهر مصطلح الصورة ( ( imagerg- image في النقد العربي في سبعينيات القرن العشرين وصار محط حوارات ونقاشات متباينة منها ( الصورة الادبية ، والصورة الشعرية ، والصورة الفنية ) الا ان كمصطلح  ادبي معاصر  خاص بالقصيدة  اخذ يرتبط بعوامل مشتركة بين القصيدة والرسم في خصيصة ( المحاكاة ) التي هي التفسير المعنوي اللاتيني للمصطلح يتبعها مفاهيم اخرى مثل التشابه والنسخ واعادة الانتاج وفي اللغة العربية تعني الهيئة التي عليه الشكل وكثيرا ماتوحي بالوهم اي تصور الاشياء وهما ليس حقيقة لكن ضمن رؤية خاصة مكثفة ومركزة تعتمد المعالجة .