الدلائل التربوية للتَّوحيد

الملخص

التَّوحيد هو أصل من أصول العقيدة الإسلامية،  وأهم ما أمر الله (U) به، ولأجله أرسل الله الرُسل والأنبياء ، ولبيانه للناس أُنزلت الكتب السماويَّة، وهو أعظم ما أوجبه الله (U) على عباده، كما أنه المصدر الرئيس  لتربية الإنسان، تربية صحيحة وشاملة؛ لأنَّه يدور في غايته العليا للوصول بالإنسان إلى أعلى درجات الرقي والكمال الإنساني ، وهو الحافز للتحلّي بالخير كلّه، والمرشد لتنزيه الإنسان عن رذائل الأخلاق كلّها، هو الذي يسهل للإنسان ترك المنكرات، وفعل الخيرات، فلا يستطيع الإنسان نيل خيري الدنيا والآخرة إلا بتحقيق التَّوحيد، يضاف إلى ذلك أنه الأصل الأوَّل من أصول الإسلام، بل هو أعمق أصل إسلامي؛ لأن جميع أصول الإسلام ترتكز عليه ، وإليه تنتهي مبادئ التَّربية والتعليم في الإسلام، لذا فلابد أن يكون التوحيد المُنطَلق الأساس لكل عملية أعداد تربوي هدفها ترقية الإنسان.

إن التَّوحيد من أبرز خصائص الدين الإسلامي، كما يُعدّ القاعدة الأولى والمقوّم الأساس في كل دين سماوي،  فهو أصل مشترك بين جميع الأديان السماويَّة، فجميعها تقوم على أساس وحدانية الخالق(U)، ولكن بعض انحرافات الأديان هي التي شوهت هذا الأصل، وبقى الدين الإسلامي الدين الوحيد الذي حافظ على جوهر هذا الأصل، وليس هناك أدل على أهمِّيَّة التَّوحيد التَّربويَّة من أنّ جميع السور القرآنية، المكية والمدنية، إمّا داعية إليه، أو متضمّنة له، وانطلاقاً من هذه الأهمِّيَّة العظيمة للتَّوحيد انبثقت فكرة هذا البحث، وتشكل موضوعة، تحت عنوان (الدلائل التَّربويَّة للتوحيَّد)، وقد تكون هذا البحث من مطلبين، تناولت في المطلب الأوَّل: التعريف بمفاهيم الدراسة: ( التَّربويَّة ، التَّوحيد )، أما المطلب الثاني فقد جرى فيه الكلام عن الآثار التَّربويَّة للتَّوحيد، كما اشتمل البحث على خاتمة، تضمنت أهم النتائج التي تمخض عنها البحث، وفي الختام قائمة بالمصادر والمراجع.