التطورات السياسية في سريلانكا ( 1945 – 1948 ) والموقف البريطاني منها

الملخص

تتناول هذه الدراسة موضوع ( التطورات السياسية في سريلانكا 1945 – 1948 والموقف البريطاني منها )، إذ شهدت سريلانكا خلال هذه الحقبة تحولات سياسية ودستورية مهمة كان لها دوراً كبيراً في تحقيق الاستقلال الوطني، وان كان ضمن منظومة الكومنولث البريطاني، إلا أنها تخلصت بصورة كبيرة من قيود الاستعمار البريطاني . وإبان هذه الحقبة كان هناك تعاون واضح بين معظم قادة الحركة الوطنية من جهة وبين السلطات البريطانية من جهة أخرى .

وقد أثمر هذا التعاون البريطاني – السريلانكي عن نتائج عدة أهمها، حصول تقدم تدريجي في المكانة السياسية والدستورية لسريلانكا، والذي على أساسه تحولت سريلانكا من مستعمرة تُدار بصورة مباشرة من الحاكم البريطاني العام في سريلانكا إلى دولة تتمتع بدرجة كبيرة من الإستقلال، يتولى إدارة شؤونها رئيس وزراء سريلانكي تدعمه جمعية وطنية تشريعية مُنتخبة من الشعب السريلانكي . وكان لهذا التعاون أيضاً، حصول تحول كبير في مسار العملية السياسية في سريلانكا، إذ ظهرت ولأول مرة في تأريخ البلاد الأحزاب السياسية على اختلاف أيديولوجياتها ومناهجها الحزبية، لتنظيم الجماهير والعمل على توجيههم سياسياً، وشهدت البلاد خلال هذه المرحلة صياغة أول دستور في تأريخ البلاد، وقد مرت عملية صياغته وإقراره بمحطات عده حتى أخذ شكله النهائي في عام 1946، وسجلت هذا المرحلة كذلك، ظهور أول جمعية تشريعية وطنية مُنتخبة من الشعب السريلانكي، وفيها كُفل حق المشاركة للرجال والنساء على حد سواء، وربما تكون سريلانكا هي أول مستعمرة بريطانية في آسيا تجرى فيها انتخابات من هذا النوع .

ومن الجدير ذكره، أن الدراسة انطلقت من عام ( 1945 ) لأنه شهد العديد من التحولات الداخلية والخارجية، ففي عام 1945 وجه وزير المستعمرات البريطاني أوليفر ستانلي دعوة رسمية للزعيم السريلانكي سيناناياكي لزيارة لندن، وكانت هذه الدعوة بداية لمسار المفاوضات الثنائية بينهما، والتي حققت الاستقلال لسريلانكا، وسجل العام نفسه، تشكيل حكومة بريطانية جديدة، أخذت على عاتقها البدء بعملية المفاوضات، أضف لذلك، كان عام 1945، قد وضع خاتمة للحرب العالمية الثانية، ودخلت معظم المستعمرات في مرحلة جديدة في صراعها مع المستعمرين، وهو ما استحق الانطلاق منه لبداية الدراسة، أما عام 1948، كان خاتمة لها، ففيه نالت سريلانكا استقلالها ضمن منظومة الكومنولث البريطاني، وفيه تشكلت أهم حكومة وطنية برئاسة الزعيم سيناناياكي، الأمر الذي وضع سريلانكا على أعتاب مرحلة تأريخية مهمة