كلمة الامام علي (عليه السلام) عند دفن فاطمة الزهراء عزاء النفس وبلاغة الصبر

الملخص

ان المتامل في كلمة الامام علي عليه السلام عند دفنه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين يطوف به الخيال بعيدا في تلك الأجواء التي رافقت هذه الواقعة الأليمة، وكانت سببا في المصير المؤلم الذي اودى بهذه الريحانة النبوية، وتعجل في قطفها وهي في مقتبل العمر وطراوة الشباب. وقد رسم الامام عليه السلام بريشته البارعة وبيانه الناصع هذا الحدث الفاجع بصورة تهتز لها المشاعر، وتنفطر لها القلوب. وكنت كلما قرأت هذه الكلمة ينتابني الذهول، وتخنقني الحسرة والكمد على ما يتعرض له الاطهار من ال الرسول صلى الله عليه واله من ظلم وجور وعدوان.

ولذا وجدتني مدفوعا الى البحث في هذا الامر، وتحليل النص الذي يحكي ملابسات وغوائل هذا الموضوع المضرج بالكثير من العبر والدروس. وان ما سعيت الى القيام به لا يعدو كونه يمثل قراءة نقدية في نص من نصوص نهج البلاغة لامير المؤمنين وسيد البلغاء الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، لما يتسم به هذا النص من سمات الأدبية في فن القول وجمالية التعبير، ويقينا اننا مهما حاولنا ان نسبر كنه كلام الامام، ومهما اجتهدنا في محاولة الاقتراب من نسيجه المحكم ولغته المثقلة بالكثير من المعاني والدلالات، فاننا لا نصل الى تلك القمة السامقة التي بلغها الامام في الاجادة وجمال الصياغة ودقة التعبير وسلامة المنطق ولطف الإشارة وتجليات الايمان.

 وقد اعتمدنا في هذه الكلمة للامام عليه السلام على النص الذي أورده كل من ابن ابي الحديد في شرحه وكمال الدين بن ميثم البحراني في شرحه والشيخ محمد عبده كذلك