تشكيل المفاهيم الاستعارية في شعر حسن البصام واثرها في النسق الصوري

الملخص

تحتل الاستعارة مساحة لا يستهان بها في الحقل البلاغي والنقدي العربي والغربي، فهي من جهة سمة أسلوبية جمالية تعنى بتزيين الخطاب وتحسينه. وقد انتشرت الاستعارة في شعر شاعرنا ، انتشاراً يسمح أن نعدها سمة فنيةً تدخل في عداد الملامح التصويرية التي لا تقل اهمية عن التشبيه فيكثر منها في مدحه ، ورثائه ، وبذلك يحقق لنفسه اسهاماً فنياً في صناعة الشعر ، وهو يقترب من صور الشعراء السابقين في أغراضهم محاولا احتذاءهم ، والإبداع .

 وقد اعتمد الشاعر كثيراً على الاستعارة في تشكيل صوره الشعرية، ويضفي عليها الجدة والحيوية والتنوع من خلال إعادة صياغة العلاقات بأشكال جديدة ، فضلا عن ان الرمز الذي ينقل تجربة الشاعر ومعاناته بصدق ونقاء ، وذلك عندما يعبر الرمز بالكلمة والمفهوم العام في القصيدة عن المعنى العميق الذي يريده الشاعر ويكون قد ادى دوره على أكمل وجه ، فيحدث التفاعل بين النص والمتلقّي، والقصديّة هي محور هذا التفاعل، فهي تمضي من النص إلى المتلقّي، ومن المتلقّي إلى النص ، وإن الإسلوب الاستعاري قد جسد علاقة خفية بين قطبين مختلفين، وكلما زادت المسافة بين هذين القطبين برزت معها فاعلية الاستعارة.