ثورة عام 1848 في الممالك الايطالية

الملخص

 خلق مؤتمر فيينا حالة غير مرغوب بها لدى العديد من شعوب القارة الاوربية, لاسيما التي فقدت حريتها تحت مظلة الشرعية, ومبدأ التعويضات الذي نادت به الدول الكبرى الحاضرة للمؤتمر, والتي اغفلت مبدأ حق تقرير المصير الذي نادت به الثورة الفرنسية سابقاً, إذ اخذت اغلب الشعوب لاسيما التي كانت ترزح تحت نير السلطة الرجعية, تطمح الى انشاء كياناتها السياسية الخاصة بها وانشاء دولتها القومية, وتأتي الممالك والاقاليم الايطالية في طليعتها, فقد جمعها تاريخ وحضارة ولغة واحدة, فضلاً عن صفات جغرافية تؤهلها للاتحاد في ظل نظام سياسي موحد, وان لم تكن في البداية قد قررت طبيعة ذلك النظام الذي تسعى لتحقيقه, فهدفها الاول كان التخلص من السيطرة الخارجية الممثلة بالإمبراطورية النمساوية التي امعنت سيطرتها واساليبها الرجعية في تعاملها مع الاراضي التي كانت تدار من قبلها بصورة مباشرة او غير مباشرة, فتظافرت الجهود لتحقيق تلك الغاية, لكن عدم التنسيق المسبق وانعدام الحس القومي لدى الكثيرين, وسعي كل مملكة الى ان تكون هي رائدة الوحدة حال دون تحقيق النصر النهائي, مما سهل الامر للقوات النمساوية بالقضاء على الثورة التي اندلعت عام 1848لتشمل مختلف مدن واقاليم شبة الجزيرة الايطالية, ويعود الوضع الى سابق عهده, لكن ذلك لم يعني انها استطاعت القضاء على الشعور القومي لدى الايطاليين الاحرار, بل على العكس زاد منه, ليتجسد بعد سنوات عدة بالوحدة الكاملة.