بنية الإيقاع في قصيدة النثر تجربة عمار المسعودي في ( صيف أسمر ) أنموذجا

الملخص

تسلط هذه الورقة الضوء على تجربة مثيرة تتعلق بالإيقاع في قصيدة النثر. وتتناول بشكل خاص الإيقاع في النص النثري لتبين كيف يكون مثيراً ومميزاً وجديداً، وكيف يسهم هذا الإيقاع في الكشف عن البنية الإبداعية للنص النثري. وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج التي توضح الخصائص الرئيسية للنص النثري، مثل الكلية الإيقاعية، والتماسك الإيقاعي، والاختلافات الإيقاعية.

  ثمة تقليد يلاحظه المعني بأرخنه القصيدة العربية وهو سبق النص للنظرية ، بحيث يقترح الأول الإبداع، وتؤطره الثانية، لكن هذا البحث كان - مع تجربة إيقاع قصيدة النثر عند عمار المسعودي - أمام معادلة مقلوبة، فالنص عند عمار المسعودي - استدعى النظرية البديعية التراثية بروح حداثية خلخلت الثابت وهادئته في الآن نفسه.

وقد لفت هذا النهج التوافقي نظري، فأثرت قراءة بنيته الإيقاعية متخذاً من مدونة (صيف أسمر عينة؛ للكشف عن حقيقته إجرائياً، فكان أن توزعت خارطة طريق البحث على مبحثين انشغل أولهما بوقفتين، ركزت الأولى على إيقاع قصيدة النثر ومآلاته، فيما رسمت الأخرى ملامح التجربة نظرياً عبر ربط تجارب الشاعر السابقة بالتجربة المصطفاة.....

أما الآخر - المبحث الثاني - فقد كان ميداناً للتطبيق عبر انتخاب عينات من المدونة بطريقة عشوائية ؛ لضمان الموضوعية وخوفا من الوقوع في خطأ إسقاط النظرية على النص.

نتبنى هذه الرؤية في مقاربة إيقاع قصيدة النثر، فإننا حاولنا أن نخرج عن مألوف الدراسات الأكاديمية، ولا نقرأ تجربة صيف أسمر انطلاقا من تقسيم إيقاعها على عناصر جزئية، كالتكرار والتوازي، فنجتهد في البحث عن شواهد لها في التجربة؛ وإنما اتبعنا طريقة الاختيار العشوائي للعينة الواحدة التي تمثل عندنا تجربة القصيدة كاملة، وهذا سيجنبنا الوقوع في القراءة التجزيئية التي لا تكترث للتجربة بعموميتها، وتكتفي بالجزء، فضلا عن أنه سيساعدنا على ملاحقة المعنى الإيقاعي في التجربة الواحدة ترسيخا للمبدأ القائل بأن قصيدة النثر تجربة شخصية.

إن الاختيار العشوائي سيجنبنا الوقوع في إشكال اسقاط التنظير على المقروء عنوة كما قلنا، وبوساطة ذلك، سوف لن نأتي محملين بأحكام مسبقة، بل ستخضع قراءتنا لخصوصيات التجارب المقروءة، وهو ما يهدف هذا البحث لتحقيقه.