الأنساق الثقافية الدّالة ومرجعياتها في شعر صفي الدين الحلي

الملخص

لقد أحدث ظهور النقد الثقافي في أواخر القرن الماضي نقلة نوعية في مجال الممارسة النقدية ككل، إذ نلمس تحولا مائزا من نقد الأدب الى نقد الثقافة، هذه الأخيرة التي اصبحت خطابا مركوزا في هذا المضمار. والنقد الثقافي كثيرا ما يعانق الثقافة ولا يفارقها أبدا؛ فمثلما ما يأخذ من كل علم بطرف يجمع في طياته بين المناهج السياقية والنسقية ، بل حتى نظريات القراءة والتلقي، ونقد استجابة القارئ والتفكيك، كما ارتكز على علم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ واعتمد على كل ما من شأنه أن يحدث اضافة للأدب بوصفه ظاهره ثقافية. والملفت للانتباه أن النقد الثقافي يقوم على فكرة محورية ينطلق منها ويعود اليها الا وهي نقد الأنصاف، خاصة الانسحاق الثقافية المضمرة في كل خطاب او المتوارية خلف النسيج اللغوي النصي فيعمل جاهدا على فضل العباءة الجمالية ابتغاء الوصول الى ما هو مختف وراءها فهدفه فضح الاقنعة ورؤية الامور على ما هي عليه.

    ويخفي شعر الحلي انساقا ثقافية نقد فيها الواقع من الناحية السلوكية والاقتصادية والسياسية والدينية، مقدما للقارئ، صورة متكاملة لمجتمعه. وقد اعتمدنا على مقولات النقد الثقافي بوسفه نشاطا نقديا عائما يرفض الانضواء تحت أي منهج، ويستعين بأدوات اجرائية متنوعة المصادر، والتي تنتمي الى علوم مختلفة مثل الانثربولوجيا وعلم النفس والتاريخ.

وللإجابة على اسئلة البحث واشكاليته كانت خطة البحث كالأتي:

*مقدمة : حاولت بوساطتها تقديم نظرة عامة وملمة بالموضوع واشكالته الأساسية.

مهاد نظري: أهم روافد النقد الثقافي وخلفياته المعرفية:

1: مفهوم النسق الثقافي

2: الوظيفة النسقية

3: الجملة الثقافية

4: المجاز الكلي

*مهاد تطبيقي: استجلاء الأنساق الثقافية في ديوان الشاعر صفي الدين الحلي(677-752ه/1277-1339م)