الأبعاد السيكولوجية والتشكيل النصي في شعر وضاح اليمن

الملخص

تكشف الأبعاد السيكولوجية في النصوص الأدبية شعراً ونثراً عن جوانب الحالة التي تمرُّ بها ذات الأديب وإذا ما حاولنا مقاربتها وملامسة هذه الأبعاد نتمكن من تسليط الضوء على بعض الدوافع والبواعث التي دفعت الشاعر إلى التعبير عن الحالة التي يمرُّ فيها، ومن هنا تنبع أهميتها في الدرس النقدي العربي والغربي، فقد حظيت باهتمام النقاد والدارسين في مختلف مراحله إلى أن استقرت إلى اتجاه متكامل الملامح تنضوي تحته وهو اتجاه النقد النفسي في نقد النص وعلى الرغم من تكامله فلا بدَّ أن يتضافر مع الوسائل التي شكلت هوية النص وساهمت في إنتاجه ومنها التطرف إلى ألية التشكيل النصي في الشعر الذي تناوله البحث في شعر وضاح اليمن لقلة الدراسات التي تطرقت إليه وأهمية موضوعاته التي نظم فيهل ولنسلط الضوء على الشاعر وماهية الملامح النفسية في شعره ودور التشكيل النصي فيها.

    يعتبر البعد النفسي أو ما يسمى بالسيكولوجي أحد الأبعاد التي يتم من خلالها دراسة الأعمال الأدبيّة، وقد لاقى هذا البعد رواجاً كبيراً في مجال الأدب، إلّا أنّ بعض النقّاد اعترضوا على هذا البعد، فكان من ينادي بالبعد السيكولوجي يرون الأديب بشكلٍ عام والشاعر بشكلٍ خاصّ قادراً - على خلاف الإنسان العادي- على أن يستعيد تجربته مع المحافظة على توازنه وهدوئه.

أمّا المعترضون على البعد السيكولوجي فقد وجدوه مسّاً من النص الأدبي وتجاوزاً للأبعاد الفنيّة فيه، ولا يخفى على الناظر الاهتمامات النفسيّة بالشعر العربي، حيث نجد صدى التحاليل النفسية للشعر العربي القديم في العديد من الدراسات إلا أنها ركزت دراستها على البنية الطللية وظلّت رهينة لرؤية النفسيّة العامّة.