موقف فرنسا من الحرب البلشفية البولندية 1919-1920

الملخص

      خرجت فرنسا منتصرة من الحرب العالمية الأولى، لكن كان عليها أن تواجه مشاكل دولية معقدة ذات طبيعة إقليمية وأيديولوجية وعسكرية. كانت حليفتها السابقة روسيا القيصرية تمثل ثقلًا موازنًا لألمانيا المهزومة ولكن القوية، في خضم حرب أهلية، أنتصر فيها البلاشفة  وبدأوا يعلنون بضرورة تصدير الثورة الى دول اوروبا الغربية، ونتيجة لذلك اشتبك الجيش الأحمر الذي تقدم غربًا مع الدولة البولندية الحديثة النشأة والمعتمدة كلياً على الدول الغربية .

  بالنسبة للبولنديين كان ذلك صراعًا مع كل من الشيوعية والإمبريالية الروسية الدائمة. ساعدت الدول الغربية بولندا وخاصة فرنسا، التي كان يُنظر إليها على أنها الجدار الحقيقي لأوروبا الغربية ضد البلاشفة وفكرهم الشيوعي، وساهمت المساعدات التي قدمها الجيش الفرنسي إلى حد ما في انتصار الجمهورية البولندية، لكن حكومة باريس كانت متناقضة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية المتنازع عليها. لتقدير طبيعة هذا "المثلث" الفرنسي - الروسي - البولندي، يجب أن يُنظر إليه في سياق تاريخي أكبر لم يكن فيه البولنديون أبدًا شريكًا مساويًا للفرنسيين .